الجمعة، مارس 25، 2011

الانتخابات الضاحكة

بعد ثورة خمسة وعشرين يناير اختلفت الحياة المصرية 

لم يكن اختلافا على المستوى السياسي فحسب 

حيث ذهب حاكم طاغية بلا رجعه 

و صارت فلول حزبه كالجرذان التائهة 

الباحثة عن ورقة شجر يتشبثون فيها قبل الغرق 

في نهر عذب من الحرية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي 

يأخذهم إلى قاع سحيق إلى الأبد 

بل امتد هذا الاختلاف إلى إرجاع الروح المفقودة إلى قلوب المصريين 

فاتسمت عملية الإدلاء بالأصوات بالايجابية الملحوظة 

في فيوض القادمين إلى اللجان

وليس هذا فحسب بل الالتزام بالطابور 

 والتغلب عليه بالفكاهة 

فأجد إحدى الواقفات البادي على وجهها البساطة الشديدة 

معلقه على قول من تسبقها :" ده عامل زى طابور العيش"

فترد عليها قائله: " لا بس الطابور ده مختلف على الأقل 

طابور العيش ممكن الفرن يخلص قبل ما الطابور يخلص

لكن الطابور ده جايين وإحنا متأكدين إن وقفتنا فيه ليها لزمه 

ده غير إن الطابور ده طراوة وفيه ناس حلوة  "

وبرغم الملاحظة الخاصة جدا بان المعركة الظاهرة 

قبل الاستفتاء بيومين كانت بين الوطني والإخوان 

فقد صرح الإخوان بان رأيهم نعم او موافق

و في الخفاء عمل الحزب الوطني على شحذ الجهود ضد الإخوان

قائلين للناس : "الإخوان بيقولوا نعم علشان مصلحتهم

إلا أن الاختلاف للمشاهد للأحداث عن قرب في اللجنة الانتخابية 

كان بين المسلمين والمسيحيين فنجد الصف الممتلئ من النساء 

المحجبات فيه يقولون نعم والمتبرجات فيه "المسيحيات " :"طبعا لا"

لدرجه جذبت انتباه العامة وأثارت فهما غريبا لديهم فعندما سالت امرأة 

عجوز ريفيه بسيطة : "هتقولى إيه في الاستفتاء

أجابت باستنكار :" نعم طبعا، ليه شايفانى مسيحيه

وبالتأكيد لم أتمالك نفسي من الضحك حينما سالت إحداهن 

عن اختيارها وسببه وأجابت على الإجابة المدهشة 

التي لخصت بها العديد من القضايا قائله " أنا هختار الأخضر 

علشان اللي هيختار الأخضر هتبقى سنته خضراء 

ربنا يكفينا شر الأسود "

وبرغم بعض الطرائف الأخرى كتلك الفتاه التي حاولت 

جاهدة الدخول إلى اللجنة للحصول على بعضا 

من الحبر الفسفوري"الفوشياء" على حد قولها :"علشان شكله حلو 

عامل زى المونيكير

إلا أن الواقع يكشف الكثير من الأسرار 

أولهم أن الشعب المصري شعب ديمقراطي بطبعه 

فرغم هذه الطرائف إلا أن الأغلب الأعم كان مدركا 

لماذا هو ذاهب إلى الاستفتاء ولماذا سيختار موافق أو غير موافق 

بناء على فكر و رؤية عميقة وبعيدة للأحداث 

وعندما أقول هذه الكلمة كم أتمنى أن أرى ذلك العمر سليمان 

واذكره بحديثه مع إحدى القنوات الاجنبيه والتي قال فيها 

" إن الشعب المصري غير مؤهل لتجربه ديمقراطيه "

فلم نحتاج دهورا يا فخامة النائب اقصد النائم لإعداد الشعب 

المصري للديمقراطية فلم يستغرق تأهيل الشعب المصري 

لتجربه ديمقراطيه أكثر من أسبوعين لنجد صناديق الاقتراع 

تمتلئ وتفرغ وتمتلئ ثانيه بأصوات "حقيقيه "

من ناخبين "أحياء" و "موجودين " وبالتأكيد كل مصري 

يعرف تماما مدى "حداثة" هذين الشرطين الأخيرين 

للإدلاء بالرأي حيث كنا وحتى شهور قليله ماضيه 

نعتبر أصوات "الأموات

وأصوات "المغتربين الغير موجودين أصلا في البلاد

تقديرا و فرصه لتذكير الناس بهم .

عجيب هذا اليوم تخيلوا أنكم عندما تذهبون إلى اللجنة 

تستطيعون الدخول" بالبطاقة " ليس هذا فحسب 

بل  "تدلون بأصواتكم" بل عجب العجاب والمعجزة الكبرى 

تحدث و "يؤثر صوتكم هذا في النتيجة" ترى هل هذه 

إحدى علامات الساعة أم انه الحلم الذي لم يصدقه احد بعد 

والعجيب أن هناك اختلاف في الآراء فهناك من يقول نعم 

وهناك من يقول لا و أننا ولآخر دقيقه في اللجان لا نعرف 

نتيجة الاستفتاء رغم إنني غير مصدقه لما رأيت إلى الآن

،هل هذا حلم أخر جميل أضمه إلى الحلم الرائع الماضي 

والذي حلمت فيه بتنحي الرئيس؟

ترى ما الحلم الجديد الذي سأضمه إلى مجموعه أحلامي ؟؟

ترى هل سيكون تقصى العامة عن الحقائق حول المرشحين 

لمجلس الشعب كان أجد بائعه الخضار تغير حديثها عن

ابنتها "اللي مطلعه عينها " و تحدثني قائله هل تعرفين فلان

 الفلاني لقد قرأت عنه وسألت عنه وعلمت انه يستحق ا

لمنصب ولذا سأرشحه،

أم أن الحلم الجديد سيكون طلابا يتناقشون حول كيفيه جعل 

الأنشطة المدرسية التي يقومون بها أكثر تأثيرا و فعاليه 

في تطوير الحي الذي يعيشون فيه، 

أم انه سيكون حلما عن حسن المعاملة بين البائع والزبون 

وربما تكون هناك وقفات من الباعة الصغار ضد حيتان التجار 

الذين يحتكرون السلع من اجل تخفيض أسعارها،

أم انه سيكون حلما بشارع خالي من المحتاجين 

أم  حلما عن ميكروباص لا يزعجك سائقه بالموسيقى المزعجة 

و الكلمات التافهة والمسفه، 

أم سيكون بيتا يحرص على تعليم الطفل رفيع المبادئ والأخلاق 

أكثر من الاهتمام بتوفير الشهي من الطعام والفاخر من الشراب 

والغالي من اللباس والمستورد من الألعاب

ام سيكون حلما بقلوب عامرة بطيب الأخلاق وعقول مستنيرة 

بأروع الأفكار وأيادي مشحوذة بأعلى الهمم. 

كم أتشوق لهذا الحلم الجديد والمتأكدة فيه من شيء واحد وفقط

انه سيكون مختلفا تماما مشوقا ومذهلا و بالتأكيد مفرحا ومبهجا 

لقلبي الذي ولد من جديد. 

محبة الرحمن
أسماء سميرعلى 

هناك تعليق واحد:

  1. Hwa f3lan 7lm ya Asmaa...ana lsa l7d dlwaty msh msda2a el 7asal!
    --Noura Salem

    ردحذف